Telegram Group & Telegram Channel
فكيف تستطيع أنت أن تعرف أن هـذا الشـيء من عند الله، أو أنه ليـس من عند الله؟ مثلاً في القرآن الكريم - وهي قاعدة ثابتة عند أهل البيت - أنه كتاب يجب أن يعرض عليه أي شيء ينسب إلى الله، سواء كان حديثاً قدسياً أو ينسب إلى رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) أما من يتدبر القرآن الكريم، من يتأمله؛ لأن القرآن حقائق، هو من يكتشف أن ذلك الذي نسب إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وإن قال المحدث الفلاني أن سنده صحيح وأنه رواه الثقة عن الثقة ستقطع بأنه ليس من عند رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
أو لسنا نسمع حديث [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] أنه حديث صحيح، ويكتبوه بالذهب أو بالنحـاس بخـط كبير فوق باب من أبواب روضة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فالكثير من الناس؛ لأنه في أوله قال رسول الله؛ أو عن رسول الله؛ بطبيعة الحال أنه مسلم ومؤمن برسول الله ومصدق له سيقول: إذاً هذا قاله رسول الله، نفق عنده. لماذا انطلى عليه هذا الباطل؟ لأنه لم يعرف الحقائق داخل القرآن الكريم التي تجعل مثل ذلك الحديث مثل تلك العقيدة لا يمكن أن تكون منسوبة إلى النبي، لا يمكن أن تكون منه أبداً.
الإنسان المؤمن إذا لم يربِّ نفسه من خلال تلاوة القرآن الكريم أن يتأمـل كتاب الله، ويتدبر الأحداث في هذه الدنيا فهو من سينطلي عليه الباطل، سواء باطل قدم ونسب إلى الله، أو قدم ونسب إلى رسوله، أو قدم بشكل براق. والشيء المعروف في هذا الزمن أنه اختلفت الوضعية عما كان عليه الخلفاء السابقون الملوك والسلاطين في الزمان الأول هم كانوا يحتاجون إلى أن يقدموا الشيء للناس على أنه من دين الله لينفق وليقبله الناس؛ لأن الناس كانوا لا يزالون حديثي عهد بالنبوة، والشخص قيمته هو باعتبار ما يضاف إليه من مقام ديني؛ ولهذا كانوا يحتاجون إلى أن يختلقوا الأحاديث فضائل ينسبونها إلى فلان وفلان وفلان ليقدمـوه فـي ثـوب رجـل ديـن رجل الفضائل رجل الكمال فباسم الدين يمشي عند الآخرين ويقبله الآخرون.
تطور الزمان، وهكذا الباطل يتطور، لكن باتجاه تحت إلى أسفل إلى الحضيض حتى أصبحت القضية الآن أنه أي زعيم من الزعماء لا يحتاج في تلميع نفسه في أن يوجد لنفسه ولاء في نفوس الناس، لا يحتاج إلى الجانب الديني بكله، وإذا قلنا هو لا يحتاج إلى الجانب الديني فماذا يمكن أن يقدم للآخرين؟ الآخرون نحن هبطنا أيضاً مع الزمن، هبطنا أيضاً؛ فنحن لم نعد ننظر إلى الشخص من زاوية الدين أبداً، اختلفت المقاييس، اختلفت المعايير لدرجـة أن أي زعيم من الزعماء لا يحتاج أن يضفي على نفسه شرعية دينية، يمكن أن نقول شرعية ديمقراطية مثـلاً، أو شرعيـة وراثـة المـلـك، أنـهـم بيـت مـلـك يتوارثونه واحداً بعد واحد، وهذا حق مطلق لهم ليس لأحد غيرهم فيقبل الناس، في أن يوجد لنفسه ولاءات الناس.
وهذه هي تربية الباطل، تربية الباطل تجعل الناس يخلدون إلى الأرض، ويضعون صفر على الدين بكله، وما لديهم من قيم الدين، أو ممارسات دينية إنما هي عبارة عن موروث تعودوا عليه وألفوه، يكون الجهل بالدين مطبقاً على الناس، وإن كانوا لا يزالون يمارسون شكليات منه، فيكتفي بأن يقدم للناس حديثاً يتعلق بمصالحهم الشخصية، منجزات، مشاريع، تنمية، عبارات من هذه.
أليس هذا هو ما يستخدمه الزعماء والملوك في عصرنا هذا؟ لم يعودوا بحاجة إلى أن يستخدموا الأسلوب الذي استخدمـه معاويـة. معاوية كان يحتاج، ويحتاج الآخـرون مـن حولـه مـن علمـاء بلاطـه أن يقدمـوه للمجتمع كخليفة للنبي ويضفوا عليه شرعية دينية ويعملـون لـه فضائـل [كاتـب الوحي] مثلاً، أن جبريل أنزل إليه قلماً من ذهب ليكتب بـه آيـة الكرسي! من هذا النوع من الفضائل. لكن نحن الآن لا نحتاج إلى أن يقال أن ملكاً من الملوك أو زعيماً من الزعماء هو خليفة لرسول الله وأنزل إليه جبريل قلماً من فضة أو ذهب يكتب به أي شيء من كتاب الله أو من كلام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
أمكنهم أن يعودوا إلى الأسلوب الذي عمله فرعون مع قومه أيام موسى، الحديث عن مظاهر الملك، الحديث عن مقامه باعتباره رمزاً، الحديث عن المنجزات، الحديث عن وعود كثيرة.
عادة الباطل إذا انساق الناس معه منطق الباطل لا يخلق لديك وعياً أبداً إنما هو جهل متراكم، جهل يتراكم داخل نفوس الناس فيصبحون أيضاً لا يبصرون، لا يبصرون أيضاً أن مثل ذلك لا يمكن أن يصدق في وعده أو على أقل تقدير أنه من المحتمل ألا يفي بوعوده.
لم يعد لديهم ما يبصرهم على هذا النحو، قد يكون هذا للمؤمنين الذين لديهـم مقاييس دينية، ولديهم تقييم إلهي، لأن الله في القرآن الكريم عمل تقييماً متكاملاً للشخصيات بأنواعها. ألم يقدم لنا نفسية المؤمن؟ وقيَّم لنا نفسية المنافق؟ قيَّم نفسية اليهودي ونفسية النصراني ونفسية الكافر تقييماً كاملاً يعلمك هذه النفسية وكيف سيكون سلوكها في الحياة، كيف سيكون منطقها، هل هي ستفي أم أنها ستكذب أم أنها حتى تعمل على أن تنفق كذبها بالحلف، بالأيمان الفاجرة.



tg-me.com/meaallh100/62851
Create:
Last Update:

فكيف تستطيع أنت أن تعرف أن هـذا الشـيء من عند الله، أو أنه ليـس من عند الله؟ مثلاً في القرآن الكريم - وهي قاعدة ثابتة عند أهل البيت - أنه كتاب يجب أن يعرض عليه أي شيء ينسب إلى الله، سواء كان حديثاً قدسياً أو ينسب إلى رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) أما من يتدبر القرآن الكريم، من يتأمله؛ لأن القرآن حقائق، هو من يكتشف أن ذلك الذي نسب إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وإن قال المحدث الفلاني أن سنده صحيح وأنه رواه الثقة عن الثقة ستقطع بأنه ليس من عند رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
أو لسنا نسمع حديث [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي] أنه حديث صحيح، ويكتبوه بالذهب أو بالنحـاس بخـط كبير فوق باب من أبواب روضة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فالكثير من الناس؛ لأنه في أوله قال رسول الله؛ أو عن رسول الله؛ بطبيعة الحال أنه مسلم ومؤمن برسول الله ومصدق له سيقول: إذاً هذا قاله رسول الله، نفق عنده. لماذا انطلى عليه هذا الباطل؟ لأنه لم يعرف الحقائق داخل القرآن الكريم التي تجعل مثل ذلك الحديث مثل تلك العقيدة لا يمكن أن تكون منسوبة إلى النبي، لا يمكن أن تكون منه أبداً.
الإنسان المؤمن إذا لم يربِّ نفسه من خلال تلاوة القرآن الكريم أن يتأمـل كتاب الله، ويتدبر الأحداث في هذه الدنيا فهو من سينطلي عليه الباطل، سواء باطل قدم ونسب إلى الله، أو قدم ونسب إلى رسوله، أو قدم بشكل براق. والشيء المعروف في هذا الزمن أنه اختلفت الوضعية عما كان عليه الخلفاء السابقون الملوك والسلاطين في الزمان الأول هم كانوا يحتاجون إلى أن يقدموا الشيء للناس على أنه من دين الله لينفق وليقبله الناس؛ لأن الناس كانوا لا يزالون حديثي عهد بالنبوة، والشخص قيمته هو باعتبار ما يضاف إليه من مقام ديني؛ ولهذا كانوا يحتاجون إلى أن يختلقوا الأحاديث فضائل ينسبونها إلى فلان وفلان وفلان ليقدمـوه فـي ثـوب رجـل ديـن رجل الفضائل رجل الكمال فباسم الدين يمشي عند الآخرين ويقبله الآخرون.
تطور الزمان، وهكذا الباطل يتطور، لكن باتجاه تحت إلى أسفل إلى الحضيض حتى أصبحت القضية الآن أنه أي زعيم من الزعماء لا يحتاج في تلميع نفسه في أن يوجد لنفسه ولاء في نفوس الناس، لا يحتاج إلى الجانب الديني بكله، وإذا قلنا هو لا يحتاج إلى الجانب الديني فماذا يمكن أن يقدم للآخرين؟ الآخرون نحن هبطنا أيضاً مع الزمن، هبطنا أيضاً؛ فنحن لم نعد ننظر إلى الشخص من زاوية الدين أبداً، اختلفت المقاييس، اختلفت المعايير لدرجـة أن أي زعيم من الزعماء لا يحتاج أن يضفي على نفسه شرعية دينية، يمكن أن نقول شرعية ديمقراطية مثـلاً، أو شرعيـة وراثـة المـلـك، أنـهـم بيـت مـلـك يتوارثونه واحداً بعد واحد، وهذا حق مطلق لهم ليس لأحد غيرهم فيقبل الناس، في أن يوجد لنفسه ولاءات الناس.
وهذه هي تربية الباطل، تربية الباطل تجعل الناس يخلدون إلى الأرض، ويضعون صفر على الدين بكله، وما لديهم من قيم الدين، أو ممارسات دينية إنما هي عبارة عن موروث تعودوا عليه وألفوه، يكون الجهل بالدين مطبقاً على الناس، وإن كانوا لا يزالون يمارسون شكليات منه، فيكتفي بأن يقدم للناس حديثاً يتعلق بمصالحهم الشخصية، منجزات، مشاريع، تنمية، عبارات من هذه.
أليس هذا هو ما يستخدمه الزعماء والملوك في عصرنا هذا؟ لم يعودوا بحاجة إلى أن يستخدموا الأسلوب الذي استخدمـه معاويـة. معاوية كان يحتاج، ويحتاج الآخـرون مـن حولـه مـن علمـاء بلاطـه أن يقدمـوه للمجتمع كخليفة للنبي ويضفوا عليه شرعية دينية ويعملـون لـه فضائـل [كاتـب الوحي] مثلاً، أن جبريل أنزل إليه قلماً من ذهب ليكتب بـه آيـة الكرسي! من هذا النوع من الفضائل. لكن نحن الآن لا نحتاج إلى أن يقال أن ملكاً من الملوك أو زعيماً من الزعماء هو خليفة لرسول الله وأنزل إليه جبريل قلماً من فضة أو ذهب يكتب به أي شيء من كتاب الله أو من كلام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
أمكنهم أن يعودوا إلى الأسلوب الذي عمله فرعون مع قومه أيام موسى، الحديث عن مظاهر الملك، الحديث عن مقامه باعتباره رمزاً، الحديث عن المنجزات، الحديث عن وعود كثيرة.
عادة الباطل إذا انساق الناس معه منطق الباطل لا يخلق لديك وعياً أبداً إنما هو جهل متراكم، جهل يتراكم داخل نفوس الناس فيصبحون أيضاً لا يبصرون، لا يبصرون أيضاً أن مثل ذلك لا يمكن أن يصدق في وعده أو على أقل تقدير أنه من المحتمل ألا يفي بوعوده.
لم يعد لديهم ما يبصرهم على هذا النحو، قد يكون هذا للمؤمنين الذين لديهـم مقاييس دينية، ولديهم تقييم إلهي، لأن الله في القرآن الكريم عمل تقييماً متكاملاً للشخصيات بأنواعها. ألم يقدم لنا نفسية المؤمن؟ وقيَّم لنا نفسية المنافق؟ قيَّم نفسية اليهودي ونفسية النصراني ونفسية الكافر تقييماً كاملاً يعلمك هذه النفسية وكيف سيكون سلوكها في الحياة، كيف سيكون منطقها، هل هي ستفي أم أنها ستكذب أم أنها حتى تعمل على أن تنفق كذبها بالحلف، بالأيمان الفاجرة.

BY شبكة مع الله الإعلامية


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/meaallh100/62851

View MORE
Open in Telegram


شبكة مع الله الإعلامية Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

Pinterest (PINS) Stock Sinks As Market Gains

Pinterest (PINS) closed at $71.75 in the latest trading session, marking a -0.18% move from the prior day. This change lagged the S&P 500's daily gain of 0.1%. Meanwhile, the Dow gained 0.9%, and the Nasdaq, a tech-heavy index, lost 0.59%. Heading into today, shares of the digital pinboard and shopping tool company had lost 17.41% over the past month, lagging the Computer and Technology sector's loss of 5.38% and the S&P 500's gain of 0.71% in that time. Investors will be hoping for strength from PINS as it approaches its next earnings release. The company is expected to report EPS of $0.07, up 170% from the prior-year quarter. Our most recent consensus estimate is calling for quarterly revenue of $467.87 million, up 72.05% from the year-ago period.

Should I buy bitcoin?

“To the extent it is used I fear it’s often for illicit finance. It’s an extremely inefficient way of conducting transactions, and the amount of energy that’s consumed in processing those transactions is staggering,” the former Fed chairwoman said. Yellen’s comments have been cited as a reason for bitcoin’s recent losses. However, Yellen’s assessment of bitcoin as a inefficient medium of exchange is an important point and one that has already been raised in the past by bitcoin bulls. Using a volatile asset in exchange for goods and services makes little sense if the asset can tumble 10% in a day, or surge 80% over the course of a two months as bitcoin has done in 2021, critics argue. To put a finer point on it, over the past 12 months bitcoin has registered 8 corrections, defined as a decline from a recent peak of at least 10% but not more than 20%, and two bear markets, which are defined as falls of 20% or more, according to Dow Jones Market Data.

شبكة مع الله الإعلامية from id


Telegram شبكة مع الله الإعلامية
FROM USA